تخرج الروح من جسد الإنسان فيتحول من الحياة إلى الموت , من جسد كان يتحرك ينبض بالحياة والحركة لجسد ساكن , من عروق تنبض في وجه صاحبها غضبا أو فرحا إلى ملامح ساكنه صامتة , ما الذي جرى وكيف جرى ؟ ما الحوار الذي يدور بين الملك الموكل بقبض الروح وبين صاحب الروح؟.
نعرف أن الروح تخرج من الجسد , قال الله تعالى ” كل نفس ذائقة الموت ” وقال تعالى:” وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ “، ونعرف أيضا أن للموت سكرات أي تعب.
وقد روى البخاري في صحيحه، أنّ عائشة رضي الله عنها قالت: “إنّ رسولَ اللهِ – صلّى الله عليه وسلّم – كان بين يديِه رَكْوَةٌ، أو: عُلبةٌ فيها ماءٌ – يشُكُّ عمرُ – فجعل يُدخِلُ يدَه في الماءِ، فيمسحُ بها وجهَهُ، ويقولُ: لا إله إلا الله، إنّ للموتِ سَكَراتٍ ثمّ نَصبَ يدَه فجعل يقولُ: في الرّفيقِ الأعلى.. حتّى قُبِضَ ومالت يدُه “.
وفي صحيحه أيضاً:” لمّا ثَقُل النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – جعَل يتَغَشَّاه، فقالتْ فاطمةُ عليها السّلامُ: واكَربَ أباه، فقال لها: ليس على أبيك كَربٌ بعدَ اليومِ. فلمّا مات قالتْ: يا أبَتاه، أجاب ربًّا دَعاه، يا أبَتاه، مَن جنةُ الفِردَوسِ مَأواه، يا أبَتاه، إلى جِبريلَ نَنعاه. فلما دُفِن قالتْ فاطمةُ عليها السّلامُ: يا أنسُ، أطابَتْ أنفسُكم أن تَحثوا على رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – الترابَ “.
لكن رغم المعرفة .. لا ننشغل بها .. ولا نستعد لهذه اللحظة الاستعداد الذي يليق بها .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – غرز عودًا بين يديه، وآخرَ إلى جنبه، وآخرَ أبعدَ منهن، فقال:” هل تدرون ما هذا؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: هذا الإنسانُ، وهذا الأجلُ – أراه قال -، وهذا الأملُ، فيتعاطى الأملَ، فلحقه الأجلُ دون الأملِ “، رواه الألباني